قل للتي بلغ النصاب جمالها شرح

قل للتي بلغ النصاب جمالها شرح

مقدمة

من أشهر قصائد الغزل العذري في العصر العباسي قصيدة “قل للتي بلغ النصاب جمالها” للشاعر العباسي أبان اللاحقي، والتي تعد من روائع الأدب العربي لما تتميز به من رقة العاطفة وجمال الألفاظ وعذوبة التعبير. وقد حظيت هذه القصيدة بشهرة واسعة وتغنى بها الكثير من المطربين العرب.

مناسبة القصيدة

وردت في روايات مختلفة أن الشاعر أبان اللاحقي كان مغرماً بامرأة حسناء، وقد رغب في الزواج منها، ولكنها رفضت طلبه، فهام على وجهه متأثراً بهذا الرفض، وكتب هذه القصيدة معبراً فيها عن حبه لها وألمه لرفضها.

وزن وقافية القصيدة

كتبت القصيدة على وزن بحر المتقارب، وهو أحد الأوزان الشائعة في الشعر العربي، ويتكون كل شطر من ست تفعيلات، على النحو التالي:

فعولن فاعلن فعولن فاعلن فعولن فاع

أما القافية فهي قافية موحدة على حرف الألف، مما يعطي القصيدة إيقاعاً موسيقياً مميزاً.

معاني المفردات

بلغ النصاب: اكتمل.

ونّاس: جمع “أنس”.

بدر: القمر في ليلة اكتماله.

رواد: زوار.

اقترب: دنى.

سلب: نهب.

محك: أداة لتمييز الذهب والفضة.

القضيب: الغصن.

شرح القصيدة

1. وصف محبوبته

يبدأ الشاعر القصيدة بوصف محبوبته التي يصفها بأنها بلغت النصاب جمالاً، أي اكتمل جمالها وتفوق على كل من عرف من النساء، ويصف عينيها بأنهما يشبهان البدر، أي القمر في ليلة اكتماله، كما يصف قدها بأنها رشيق مثل القضيب.

2. التألّف والأنَس

يقول الشاعر في هذه الأبيات إنه يجد تألفاً وأنساً مع محبوبته أكثر من أي شيء آخر، ويصف أنها مهما ابتعد عنها في السفر فإنها تكون معه في قلبه ووجدانه، وأنها أهون عليه من نفسه، فهو على استعداد للتضحية بها من أجلها.

3. الشوق والحنين

يصف الشاعر في هذه الأبيات شوقه وحنينه إلى محبوبته، ويقول أنه كلما اقترب منه الأنس بها زاد شوقه إليها، كما يصف أنه كلما حاول النسيان تذكرها فزاد حبه لها.

4. العشق والغرام

في هذه الأبيات يعترف الشاعر بحبه وغرامه الشديد بمحبوبته، ويقول أنه يخاف من الغيرة عليها من الآخرين، ويصفها بأنها سلبت قلبه وعقله، وأنه مستعد ليفديها بنفسه.

5. الوفاء والإخلاص

يؤكد الشاعر في هذه الأبيات على وفائه وإخلاصه لمحبوبته، ويقول أنه لن يتزوج غيرها أبدًا، ويصفها بأنها محبه الوحيدة وأن لا غنى له عنها.

6. التوق والتلهف

يقول الشاعر في هذه الأبيات أنه يتوق إلى لقاء محبوبته والتأنس بها، ويصف أنه يتلهف إلى النظر في وجهها وأن يرى بريق عينيها.

7. الرجاء والأمل

يختم الشاعر القصيدة بالتعبير عن رجائه وأمله في أن تلين محبوبته وتقبل طلبه بالزواج، ويقول أنه إذا تقبلت طلبه فسيشكر الله على ذلك ويجعلها حبيبة قلبه.

خاتمة

أبان اللاحقي في قصيدته “قل للتي بلغ النصاب جمالها” عن حبه العميق لمحبوبته، معبراً عن وجدانه وشوقه لها، كما وصف جمالها الساحر وتأثيره عليه، وقد لاقت هذه القصيدة صدى واسعاً على مر العصور، ولا تزال تعتبر من أهم قصائد الغزل العذري في الأدب العربي.

أضف تعليق