غزل بالوجه

غزل بالوجه

مقدمة

الوجه هو مرآة الروح، يعكس جمال الداخل والخارج. ومنذ القدم، تغنى الشعراء والكتاب بجمال الوجه، فكتبوا أجمل الأبيات والقصائد التي تصف محاسن المحبوب. وفي هذا المقال، نستعرض أجمل ما قيل في غزل الوجه.

عيون ساحرة

العيون نافذة إلى القلب، وهي من أهم محاسن الوجه. تغزل الشعراء كثيرًا بعيون المحبوب، ووصفوا سحرها وفتنتها:

يقول أبو نواس:

> عيون المها بين الرصافة والجسر

> جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري

ويقول المتنبي:

> ولا عجب أن لاح في خدها شفقٌ

> ولما بدا من ثغرها اللؤلؤ الرطب

> كأن به بردًا على حرّ وجنتها

> يداوي غليلًا في فؤادٍ بها حرب

ويقول ابن زيدون:

> العينان نجمٌ والعيون سهامها

> فإذا رمته عينه فعلامه

شفاه كالتوت

الشفاه هي ثغر المحبوب، وهي من أكثر الأعضاء التي تغزل بها الشعراء. وصف الشعراء شفاه المحبوب بأنها ناعمة ولذيذة كالتوت:

يقول ابن الرومي:

> كأن ثغرها ياقوتةٌ حمراءُ تبرُزُ من عقيق

> أو وردةٌ يانعةٌ أو لعلها خمرٌ يطيب شذاهُ

ويقول بشار بن برد:

> كأنها وردةٌ تبسمَ ثغرها

> بين الخمائل أو شذى الروض عاطر

ويقول ابن زيدون:

> شفتتاك نهران من شهدٍ

> وجنتاك وردتان من زهرٍ

خدين ورديتين

الخدان هما من أهم محاسن الوجه، وقد وصف الشعراء خدي المحبوب بأنهما ورديتان، ناعمتان، نضرتان:

يقول البحتري:

> خدودٌ كورد الرياض نضارةً

> ووجنتاها تفوقان وتشرقُ

ويقول ابن المعتز:

> خدودٌ تخجل الشمس عند طلوعها

> وتسحر بالفتنة كل عينٍ

ويقول أبو تمام:

> كأن خد الورد مسه الصبا

> فسقا فأمسى من روائح مذكرة

أسنان كالياسمين

الأسنان هي من مقاييس الجمال أيضًا، وقد وصف الشعراء أسنان المحبوب بأنها ناصعة البياض، كالياسمين:

يقول ابن خفاجة:

> لثغرٍ كروضٍ في الرياض ثناهُ

> أسيلٌ قطيبٌ لؤلؤٌ نضارُ

ويقول أبو فراس الحمداني:

> أسنانها لآلئ في جيد متنضد

> يُحيي اللثام إذا استُحمَّ شفاهُ

ويقول ابن حزم:

> بشفةٍ كأسٍ ومبسم دُرٍّ

> وبنفسٍ يسر العين مُمازح

أنف كالتل

الأنف هو من الأعضاء البارزة في الوجه، وقد وصف الشعراء أنف المحبوب بأنه مستقيم كالتل:

يقول امرؤ القيس:

> وأنفا كأن سهماً صقلهُ

> صيقلٌ في يمينِ الصائغ

ويقول بشار بن برد:

> أنف كمثل قضيب البان مرتفع

> طرفاه كالشمس أو مثل الهلال السري

ويقول ابن زيدون:

> جبينُك كالشمس في حسنه

> وأنفك كالسيف في اعتدالِه

بشرة ناصعة

البشرة الناصعة هي من علامات الجمال، وقد وصف الشعراء بشرة المحبوب بأنها ناصعة كالثلج:

يقول المتنبي:

> وقضيب قد نأت في لونه بشرةٌ

> لجلى الشمس عليها نورها الباهر

ويقول ابن المعتز:

> ببشرة من تبر أو شبه

> وجسد أشبه بالريحان

ويقول ابن زيدون:

> خذ منه وخذ من خدهِ شمساً

> تدل على حسن صباحٍ أشرقا

خاتمة

غزل الوجه من أرقى أنواع الشعر، وقد تغنى الشعراء عبر العصور بجمال الوجه ومحاسنه. وما زالت قصائد الغزل تزين دواوين الشعر العربي، وتبعث في النفوس المتعة والسرور.

أضف تعليق