قل للتي بلغ النصاب جمالها

قل للتي بلغ النصاب جمالها

مقدمة:

عبر التاريخ، كان الجمال مصدر إلهام للشعراء والفنانين والمفكرين في جميع أنحاء العالم. وقد أشاد الشعراء العرب بشكل خاص بجمال النساء، حيث نسجوا أبياتًا خالدة تصف سحرهم وأناقتهم. ومن بين هذه القصائد، تبرز قصيدة “قل للتي بلغ النصاب جمالها” للشاعر العباسي أبي نواس، التي تعتبر تحفة أدبية رائعة تمجد جمال المرأة العربية.

مفاتن الجمال الجسدي:

يبدأ أبو نواس قصيدته بوصف لافت لمفاتن الجمال الجسدي للمرأة، حيث يقول:

“قل للتي بلغ النصاب جمالها وتناهى الحسن في محاسنها”

يصف الشاعر جلدها بأنه “أبيض كفضة”، وشفتيها بأنهما “مرصفتان بالياقوت”، وتحجبها بأنها “ليل مظلم”، ما يضفي عليها غموضًا وإثارة.

سحر النظرة:

يخصص أبو نواس أبياتًا خاصة لوصف سحر نظرة المرأة، قائلاً:

“والحور عيون في سواد بياضها ليل وأي ليلة من ليلها”

ويصف عينيها بأنهما “سواد” محاط بـ”بياض”، ما يجعلهما تبدوان كليلة مظلمة مضاءة بالنجوم المتلألئة.

فتنة الشعر:

لا يفوت أبو نواس وصف فتنة شعر المرأة، فيقول:

“والشعر منسدل كأنه ليل إذا ما أرخته تدلى”

يرى أبو نواس شعر المرأة على أنه سحر أسود طويل، يشبه ليلًا حالكًا ينحدر على كتفيها.

الخصر الممشوق:

يصف أبو نواس خصرم المرأة بأنه “دقيق المفصل”، كما يشبهه بـ”غصن بان”. ويقول:

“والخصر دقيق المفصل كالغصن أو كحرف النون في حروف الهجا”

يؤكد الشاعر على تناغم ودقة خصره، ما يجعله غاية في الرشاقة والجمال.

التدوير والمشية:

يمدح أبو نواس تدوير المرأة ومشيتها، قائلاً:

“تدويرها بالخصر كالدولاب تمشي فتغضبها البروق وتلبسها”

يشبه أبو نواس تدوير المرأة بحركة الدولاب التي لا تتوقف، بينما يرى أن مشيتها تثير غضب السحب فتجعلها تُمطر.

التبرج والزينة:

يصف أبو نواس تبرج المرأة وزينتها بأبيات غاية في الروعة، حيث يقول:

“وعليها برد أخضر سندسي قيم الوشي شققته مياهه”

يمدح الشاعر ثياب المرأة الخضراء الموشاة بأنها غاية في الفخامة والجمال.

العطر الفواح:

تنتهي القصيدة بوصف العطر الفواح الذي تنشره المرأة، قائلاً:

“والريح من أردانها كنسيم نيسان يحمل مسكا وعنبرا وحنة”

يرى أبو نواس أن عطر المرأة أشبه بنسيم نيسان العليل الذي يحمل معه رائحة المسك والعنبر والحنة.

الخلاصة:

في قصيدته “قل للتي بلغ النصاب جمالها”، يقدم أبو نواس تحفة فنية رائعة تحتفي بجمال المرأة العربية وتجسدها في أبهى صورها. من مفاتن الجمال الجسدي إلى سحر النظرة وفتنة الشعر والخصر الممشوق والتدوير والمشية والتبرج والعطر الفواح، يقدم أبو نواس صورة كاملة ومتكاملة عن المرأة الجميلة التي أسرت قلبه وخياله.

أضف تعليق