قصيدة محمد السكران غزل

قصيدة محمد السكران: تحفة في الغزل العربي

مقدمة

تعتبر قصيدة “محمد السكران” واحدة من روائع الأدب العربي في مجال الغزل، وهي من أشهر قصائد الشاعر العباسي الشهير أبو نواس. تتميز القصيدة بطابعها الذاتي العميق، وتعبر بكلماتها الشاعرية عن عاطفة الحب بأسلوب فريد ومبدع.

وصف المعشوقة

يصف أبو نواس معشوقته في القصيدة بأنها “بدر تمام” و”غصن بان”، ما يعكس جمالها الأخاذ وقوامها الرشيق.

يشبه شفتاها “بالخمر” و”العقيق”، ما يوحي بخمرتهما ولونهما الأحمر الداكن الجذاب.

يمدح عينيها “السوداوين” اللتين تصيبه بالهيام، فيقول: “وإذا نظرت إليك عيني… قالت فؤادي إنك السكران”.

حالة العاشق

يعبر العاشق عن حالة السكر التي يعيشها بحب معشوقته، فيقول: “أنا السكران قد زاد بي الشوق… فيا طبيب الهوى أدر علي الكأس”.

يشعر بالضعف والهوان أمام جمالها الساحر، فيقول: “فما أدري إذا ما شئت قتلي… أأحمل روحي أم أطيع الهوى”.

تتأرجح مشاعره بين الأمل واليأس، فيتمنى مرة أن يلقى قلبها ويرق له، ومرة أخرى ينوح على فراقها.

أثرها على العاشق

يصف أبو نواس تأثير معشوقته عليه بأنها “برق تألق” و”ريح هبت”، ما يشير إلى قوة تأثيرها وسرعة استيلائها على قلبه.

يقول إن “سهام المحبة” التي أصابته من عينيها قد أردته قتيلاً، فيقول: “رمقتني عيناك فأصبت فؤادي… فما بقي إلا رمية أخرى”.

تتملك معشوقته كل كيانه، فيصبح عاجزًا عن السيطرة على مشاعره وعقله.

ظلم المعشوقة

يلوم العاشق معشوقته على قسوتها وجفائها، فيقول: “ظلمتني وظلم العاشقين كثير… ولم أر مثل ظلمك في الغرام”.

يصف معاملتها له بأنها “جرح في الحشا”، ويشعر بالألم والحزن الشديدين بسبب فراقها.

يتوسلها أن ترحمه وتخفف من عذابه، ويقول: “يا ظبية البان رفقًا بالغزال… فما لنا غيره من معاش”.

الصبر على الهجر

على الرغم من ظلم المعشوقة وقسوتها، يحاول العاشق الصبر على الهجران والاستغناء عنها.

يطلب من قلبه أن “يصبر على جورها”، ويشبه صبره على فراقها “بالصخر” الذي لا يتحرك.

لكنه سرعان ما يفشل في نسيانها، ويعود للبكاء والنحيب على فراقها.

خاتمة

تعد قصيدة “محمد السكران” إبداعًا شعريًا فريدًا في الأدب العربي، وقد أصبحت إحدى القصائد الخالدة التي تغنى بها عشاق الغزل على مر العصور. من خلال هذه القصيدة، عبر أبو نواس عن عاطفة الحب بكل جوانبها، من جمال المعشوقة إلى تأثيرها القوي على العاشق، وظلمها له وآماله في الصبر على الهجر.

أضف تعليق