اللهم اجعل من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لا يبصرون

اللهم اجعل من بين أيديهم سدًا ومن خلفهم سدًا فأغشيناهم فهم لا يبصرون

مقدمة

تعتبر آية “اللهم اجعل من بين أيديهم سدًا ومن خلفهم سدًا فأغشيناهم فهم لا يبصرون” من الآيات القرآنية ذات الدلالات العميقة والمتعددة، والتي وردت في سورة يس، وهي بمثابة دعاء يدعو به المسلم إلى حمايته من أعدائه وحساده، ويطلب من الله عز وجل أن يحيط بهم بأسوار تحميهم من شرورهم ومكائدهم. وفي هذا المقال، سنتناول بالتفصيل معاني هذه الآية الكريمة وتدبر دلالاتها.

1. معنى الآية

تتكون الآية من عدة أجزاء، ولكل جزء منها معنى خاص به:

“اللهم”: وهي كلمة نداء تدل على التوجه إلى الله عز وجل والتضرع إليه.

“اجعل”: وهي فعل أمر مبني للمعلوم ثلاثي يدل على الطلب من الله سبحانه وتعالى أن يفعل شيئًا.

“من بين أيديهم سدًا”: السد هو الحاجز أو الجدار الذي يحول دون المرور أو الوصول إلى مكان معين، وفي هذه الآية، فإن “جعله من بين الأيدي” يعني وضع حاجز أو جدار أمام الأعداء يحول دون وصولهم إلى المؤمنين.

“ومن خلفهم سدًا”: وهنا أيضًا، فإن السد الذي يُطلب وضعه من خلف الأعداء يعني وضع حاجز أو جدار خلفهم يحول دون تراجعهم أو الهجوم من اتجاه معاكس.

“فأغشيناهم”: الغشي هو تغطية الشيء أو حجبه عن الرؤية، وفي هذه الآية يعني تغطية الأعداء أو إخفاءهم عن المؤمنين حتى لا يتمكنوا من رؤيتهم أو التعرض لهم.

“فهم لا يبصرون”: وهي نتيجة للغشي، حيث إن تغطية الأعداء وإخفاءهم عن المؤمنين سيؤدي إلى عدم تمكنهم من رؤيتهم أو التعرف عليهم، وبالتالي لن يتمكنوا من إيذائهم أو الإضرار بهم.

2. دلالة الآية على حماية الله عز وجل

من أبرز الدلالات التي تتضمنها آية “اللهم اجعل من بين أيديهم سدًا ومن خلفهم سدًا فأغشيناهم فهم لا يبصرون” هي دلالة على حماية الله عز وجل لعباده المؤمنين من شرور أعدائهم ومكائدهم. فعندما يدعو المسلم بهذا الدعاء، فإنه يطلب من الله أن يحيط به بأسوار تحميه من كل جهة، وأن يغطي أعدائه ويخفيهم عنه حتى لا يتمكنوا من التعرض له أو إيذائه. وهذه الدلالة تدل على مدى رحمة الله ولطفه بعباده، حيث إنه سبحانه وتعالى يحميهم ويحافظ عليهم من كل شر.

3. دلالة الآية على النصر والتمكين

كما تدل آية “اللهم اجعل من بين أيديهم سدًا ومن خلفهم سدًا فأغشيناهم فهم لا يبصرون” على النصر والتمكين الذي يمنحه الله عز وجل لعباده المؤمنين. فعندما يضع الله سبحانه وتعالى أسوارًا تحمي عباده من الأعداء ويغطيهم ويخفيهم عنهم، فهذا يعني أنه قد مكنهم ونصرهم عليهم، وأنهم لن يتمكنوا من الوصول إليهم أو الإضرار بهم. وهذه الدلالة تحث المسلم على الثقة بالله عز وجل واليقين بنصره وتأييده.

4. دلالة الآية على الغلبة والقوة

تدل آية “اللهم اجعل من بين أيديهم سدًا ومن خلفهم سدًا فأغشيناهم فهم لا يبصرون” أيضًا على الغلبة والقوة التي يمنحها الله عز وجل لعباده المؤمنين. فعندما يطلب المسلم من الله عز وجل أن يجعله منيعًا من الأعداء ويغطيهم ويخفيهم عنه، فهذا يعني أنه يطلب من الله أن يمنحه الغلبة والقوة عليهم، وأن يجعله قادرًا على مواجهتهم والتغلب عليهم. وهذه الدلالة تحث المسلم على أن يكون قويًا في دينه ومتمسكًا به، وأن لا يخشى أعداءه.

5. دلالة الآية على التوكل على الله وحده

تتضمن آية “اللهم اجعل من بين أيديهم سدًا ومن خلفهم سدًا فأغشيناهم فهم لا يبصرون” دلالة على التوكل على الله عز وجل وحده، وعدم الاعتماد على القوة البشرية أو المادية. فعندما يدعو المسلم بهذا الدعاء، فإنه يثق أن الله سبحانه وتعالى وحده هو القادر على حمايته ونصره وتمكينه من الأعداء، وأنه لا قوة ولا عزة إلا بالله عز وجل. وهذه الدلالة تحث المسلم على أن يتوكل على الله وحده في كل أموره وأن يعتصم بحبله المتين.

6. دلالة الآية على التحذير من الغرور

كما تدل آية “اللهم اجعل من بين أيديهم سدًا ومن خلفهم سدًا فأغشيناهم فهم لا يبصرون” على التحذير من الغرور والتكبر. فعندما يضع الله سبحانه وتعالى أسوارًا من الحماية حول المؤمنين ويغطي أعداءهم ويخفيهم عنهم، فإن ذلك لا يعني أنه قد تركهم وأهملهم، بل إن ذلك قد يكون ابتلاءً واختبارًا لهم ليتبين من يتوكل عليه حقًا ومن يغره النصر والتمكين. وهذه الدلالة تحث المسلم على أن يكون متواضعًا وشاكرًا لله تعالى على نعمه، وأن لا يغتر بنصره وتمكينه من الأعداء.

7. دلالة الآية على أهمية الدعاء

ختامًا، تتضمن آية “اللهم اجعل من بين أيديهم سدًا ومن خلفهم سدًا فأغشيناهم فهم لا يبصرون” دلالة على أهمية الدعاء في حياة المسلم. فعندما يدعو المسلم بهذا الدعاء، فإنه يتوجه إلى الله عز وجل ط

أضف تعليق