يا حي يا قيوم بِرَحْمَتِكَ أستغيث ربي إني مغلوب فانتصر

يا حي يا قيوم بِرَحْمَتِكَ أستغيث ربي إني مغلوب فانتصر

مقدمة

الدعاء هو عبادة عظيمة، وقوة هائلة بين أيدي العباد، وقد أكرمنا الله عز وجل باللجوء إليه في كل حوائجنا وملماتنا، فهو القريب المجيب، الذي لا يضيع عنده دعوة داعٍ، ومن الأدعية العظيمة والأذكار المباركة التي حث عليها الشرع الشريف، قول “يا حي يا قيوم بِرَحْمَتِكَ أستغيث ربي إني مغلوب فانتصر”، وهو دعاء نبوي شريف، له أثر كبير في كشف الكرب، وتفريج الهم، ونصر المظلوم وقضاء الحوائج.

الأسماء الحسنى (الحي والقيوم)

“يا حي يا قيوم” هما اسمان من أسماء الله الحسنى، فالله تعالى هو الحي الذي لا يموت، وهو القيوم الذي يقوم عليه كل شيء، وهو القديم الذي لا أول له، والباقي الذي لا آخر له، وهو الذي يحفظ عباده ويقوم بأمرهم، ولا يفني ولا يهلك، وهو الحي الذي لا ينام ولا يغفل، وهو الذي له ملك السماوات والأرض، وهو الذي بيده ملكوت كل شيء.

اللجوء إلى الله في الكرب

الكرب هو الشدة التي تنزل بالعبد، وتضيق عليه من كل جانب، وقد يكون الكرب ماديًا أو معنويًا، وقد يكون متعلقًا بالدنيا أو الآخرة، وفي وقت الكرب ينبغي على العبد أن يلجأ إلى الله وحده، وأن يدعوه باسمه الأعظم الذي لا يرد سائله، فإن الله هو القادر على كشف الكرب، وتفريج الهم، وهو القادر على نصر المظلوم وقضاء الحوائج.

نصر المظلوم

والمظلوم هو من وقع عليه ظلم أو عدوان أو بلاء، وقد أمرنا الشرع الشريف بالوقوف إلى جانب المظلومين، ومساعدتهم على نيل حقوقهم، والدعاء لهم بالنصر على الظالمين، ومن الأدعية المباركة التي يستحب الدعاء بها للمظلومين: “يا حي يا قيوم بِرَحْمَتِكَ أستغيث ربي إني مغلوب فانتصر”.

قضاء الحوائج

الحاجة هي كل ما يفتقر إليه العبد في دينه أو دنياه، وقد حثنا الشرع الشريف على الدعاء واللجوء إلى الله لقضاء الحوائج، فإن الله هو الغني الذي لا يحتاج إلى أحد، وهو الرزاق الذي بيده أرزاق العباد، وهو وحده القادر على قضاء الحوائج وتحقيق الآمال، ومن الأدعية المباركة لقضاء الحوائج: “يا حي يا قيوم بِرَحْمَتِكَ أستغيث ربي إني مغلوب فانتصر”.

فضل الدعاء

الدعاء فضله عظيم وثوابه كبير، فهو عبادة عظيمة تقرب العبد من ربه، وهو سبب لنزول الرحمات والبركات، وهو سبب لتحقيق الآمال وقضاء الحوائج، ومن فضل الدعاء أن الله تعالى قد أمرنا به وندبنا إليه، وأخبرنا أنه يجيب دعوة الداعين، ومن فضل الدعاء أيضًا أنه لا يشترط له وقت أو مكان معين، بل يجوز الدعاء في كل وقت وفي كل مكان.

آداب الدعاء

وللدعاء آداب ينبغي مراعاتها لكي يستجاب الدعاء، ومن هذه الآداب: الإخلاص لله في الدعاء، والتضرع والخشوع لله تعالى، والإلحاح في الدعاء وعدم الاستعجال على الله، وحضور القلب أثناء الدعاء، وتحري أوقات استجابة الدعاء، مثل الثلث الأخير من الليل، وبعد الأذان، وعند السجود، والرجاء في الدعاء واليقين باستجابة الله تعالى.

خاتمة

قول “يا حي يا قيوم بِرَحْمَتِكَ أستغيث ربي إني مغلوب فانتصر” من الأدعية العظيمة والأذكار المباركة التي حث عليها الشرع الشريف، وهو دعاء نبوي شريف له أثر كبير في كشف الكرب، وتفريج الهم، ونصر المظلوم وقضاء الحوائج، وقد ذكرنا في مقالنا هذا فضل الدعاء وآدابه، وذكرنا معنى اسمي الله الحسنى (الحي والقيوم)، وذكرنا أهمية اللجوء إلى الله في وقت الكرب، وحكم النصرة للمظلومين، وذكرنا بعض الأدعية التي تساعد على قضاء الحوائج، ونسأل الله تعالى أن يرحمنا ويتقبل منا ويرزقنا نفع ما سمعنا، وأن يجعل دعاءنا خالصًا لوجهه الكريم.

أضف تعليق