قصيدة مدح مدح الجار الطيب

قصيدة مدح الجار الطيب

المقدمة:

الجيرة من أسمى وأجمل العلاقات الإنسانية، فهي رابطة وثيقة قائمة على المودة والتعاون والتكافل، والجيران الطيبون هم غنيمة لا تقدر بثمن، فهم سند في الشدة، وعون في الضراء، ورفقة في السراء، ولذا فقد حث الإسلام على حسن الجوار وجعله من صفات المؤمنين الصالحين.

حسن اختيار الجار:

عند اختيار الجار يجب التأني والتحري، فصاحب السوء يمكن أن يؤثر سلبًا على جيرانه، بينما الجار الطيب يكون له تأثير إيجابي على حياتهم، وقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: “إياكم وخيار صفقة الجار فإن الجار السوء يصد عنك الخير ويمنع عنك الشر”.

صفات الجار الطيب:

للجار الطيب العديد من الصفات التي تجعله مميزًا عن غيره، ومن أهم هذه الصفات:

– الأمانة والصدق: يحافظ الجار الطيب على أمانات جيرانه ولا يخون عهوده، ويتجنب الغيبة والنميمة التي يمكن أن تسبب الخلافات والمشاكل.

– الستر والعفة: يحفظ الجار الطيب أسرار جيرانه ولا يتدخل في خصوصياتهم، ويغض بصره عن عيوبهم، ويحترم حدودهم.

– العون والمساعدة: يهب الجار الطيب لنجدة جيرانه في أوقات الشدة والضيق، ولا يتوانى عن تقديم المساعدة لهم، سواء كانت مادية أو معنوية.

فضائل الجار الطيب:

للجار الطيب العديد من الفضائل التي تعود بالنفع على جيرانه، ومن أهم هذه الفضائل:

– الشعور بالأمان والسكينة: يشعر الجيران مع الجار الطيب بالأمان والسكينة، لأنهم يعلمون أنه لن يؤذيهم أو يسيء إليهم.

– الراحة النفسية: يساعد الجار الطيب في التخفيف من متاعب الحياة وضغوطاتها، وذلك من خلال توفير الدعم العاطفي والنفسي لجيرانه.

– زيادة الترابط الاجتماعي: يقوي الجار الطيب من أواصر الترابط الاجتماعي بين الجيران، ويساعد في إيجاد جو من الإلفة والمحبة بينهم.

الجار الطيب في الإسلام:

أكد الإسلام على أهمية حسن الجوار، وجعله من صفات المؤمنين الصالحين، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: “وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ”، كما ورد في الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم، قوله: “ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه”.

أهمية الجار الطيب للمجتمع:

للجار الطيب أهمية كبيرة في المجتمع، فهو يساعد في خلق بيئة اجتماعية متماسكة ومترابطة، قائمة على الاحترام والتعاون، كما أنه يساهم في تعزيز القيم الأخلاقية والاجتماعية، مثل الأمانة والصدق والإيثار.

الخاتمة:

الجيران الطيبون هم نعمة عظيمة وجوهرة ثمينة، يجب علينا جميعًا أن نحرص على اكتسابهم والمحافظة عليهم، فالجوار الطيب من أعظم أسباب السعادة والراحة في الحياة الدنيا، وهو سبب لدخول الجنة في الآخرة، فقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: “من آمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره”.

أضف تعليق