No images found for غزل قيس بن الملوح الفاحش
غزل قيس بن الملوح الفاحش
مقدمة
يعتبر قيس بن الملوح من أشهر الشعراء العرب في العصر الجاهلي، اشتهر بشعره الغزلي الفاحش الذي عبر فيه عن حبه الشديد لابنته عمه ليلى بنت المهدي، وقد أثار هذا الشعر الكثير من الجدل والانتقاد بسبب صراحته وجرأته في وصف مفاتن المرأة، وفي هذا المقال سنتناول بالتفصيل غزل قيس بن الملوح الفاحش من خلال استعراض جوانبه المختلفة.
فاحشية غزل قيس بن الملوح
تميز غزل قيس بن الملوح بدرجة عالية من الفحش والإباحة، حيث لم يتردد في وصف مفاتن ليلى بكل صراحة ووضوح، وقد استخدم في شعره ألفاظًا وعبارات صريحة لا تخفى معناها، وهذا ما يظهر في قوله:
“فكم من حبيبة لا تنال رغابتي ولا أشتهي غير الشفاه والنهود”
“وكم ليلى وكم لذة بها لي وكم لذة حظيت منها بوافر”
“وكم قبلت من ليلى فما رضيت منها وما زادني إلا إلى الهيم أشد”
أسباب فحش غزل قيس بن الملوح
هناك العديد من الأسباب التي دفعت قيس بن الملوح إلى كتابة غزل فاحش، ومن أهمها:
قوة حبه لليلى: كان حب قيس لليلى حبًا عظيمًا وجارفًا، لدرجة أنه لم يستطع كتمان مشاعره أو التعبير عنها بصورة متحفظة.
البيئة القبلية: كانت البيئة القبلية التي نشأ فيها قيس بيئة متسامحة نسبيًا مع الشعر الفاحش، خاصة فيما يتعلق بالغزل.
انتشار الحماسة والشجاعة: كان قيس بن الملوح من الشعراء الحماسة والشجعان، وقد عبر عن ذلك في شعره الغزلي من خلال مفاخراته بانتصاراته العاطفية.
تأثير غزل قيس بن الملوح
أثار غزل قيس بن الملوح الفاحش تأثيرًا كبيرًا على الشعر العربي، فقد أسس لنمط جديد من الشعر الغزلي الذي عرف فيما بعد بالشعر الصريح أو الفاحش، وقد تأثر به العديد من الشعراء اللاحقين، مثل عمر بن أبي ربيعة وجرير والفرزدق.
مدى فحش غزل قيس بن الملوح
تباينت آراء النقاد حول مدى فحش غزل قيس بن الملوح، فبينما رأى البعض أنه كان شاعرًا فاحشًا مبتذلًا، رأى آخرون أنه كان شاعرًا صريحًا وواقعيًا، وقد أرجعوا ذلك إلى طبيعة البيئة التي نشأ فيها وإلى قوة حبه لليلى.
انتقادات غزل قيس بن الملوح
تعرض غزل قيس بن الملوح لانتقادات شديدة من قبل النقّاد والعلماء، الذين وصفوه بالفحش والإسفاف، ومن أشهر هؤلاء النقاد:
ابن حزم الأندلسي: وصف غزل قيس بن الملوح بأنه “شر الشعر” وأنه “محض فحش”.
الجاحظ: قال عن غزل قيس بن الملوح: “هو ليس بشعر وإنما هو تلويح بالكلام وتشبيب بالنساء”.
الآمدي: قال عن غزل قيس بن الملوح: “كان فيه مائل إلى البذاءة والقرب من الإباحة”.
دفاع عن غزل قيس بن الملوح
على الرغم من الانتقادات التي وجهت لغزل قيس بن الملوح، إلا أن هناك من دافع عنه واعتبره نموذجًا للشعر الصريح والواقعي، ومن أبرز المدافعين عنه:
المرزوقي: قال عن غزل قيس بن الملوح: “كان شعرًا رائعًا من حيث الصراحة والإخلاص”.
ابن رشيق: قال عن غزل قيس بن الملوح: “كان من أوضح ما قيل في الشعر وأروعه”.
محمد بن سلام: قال عن غزل قيس بن الملوح: “كان فاحشًا ولكنه كان صادقًا في شعره”.
خاتمة
يعتبر غزل قيس بن الملوح الفاحش أحد أشهر وأجرأ نماذج الشعر العربي في العصر الجاهلي، وقد أثار هذا الشعر الكثير من الجدل والانتقاد بسبب صراحته وجرأته في وصف مفاتن المرأة، وقد تباينت آراء النقاد حول مدى فحشه، فبينما رأى البعض أنه كان فاحشًا مبتذلًا، رأى آخرون أنه كان شاعرًا صريحًا وواقعيًا.