حدود اليمن قديما

حدود اليمن قديماً

مقدمة:

تتمتع جمهورية اليمن بتاريخ عريق يعود إلى آلاف السنين، وقد شهدت خلال هذه الحقبة تغييرات كبيرة في حدودها. لقد لعب الموقع الاستراتيجي لليمن على مفترق طرق التجارة في البحر الأحمر وبحر العرب دورًا رئيسيًا في رسم حدوده المتغيرة على مر القرون.

1. حدود اليمن في العصور القديمة (قبل الإسلام):

كانت حدود اليمن في العصور القديمة غير محددة إلى حد كبير، حيث كانت تتألف من مجموعة من الممالك والقبائل المتنافسة.

ازدهرت مملكة سبأ في جنوب اليمن من القرن العاشر قبل الميلاد وحتى القرن الثالث الميلادي، وامتدت على الأرجح من الساحل الغربي لليمن إلى صحراء الربع الخالي.

سيطرت مملكة حمير على مناطق واسعة من جنوب شبه الجزيرة العربية، بما في ذلك أجزاء من اليمن.

2. حدود اليمن في العصور الوسطى (الإمبراطورية الإسلامية):

بعد ظهور الإسلام في القرن السابع الميلادي، دخلت اليمن تحت حكم الخلافة الإسلامية.

في عهد الأمويين (661-750 م)، أصبحت اليمن جزءًا من ولاية إقليمية تضمنت أيضًا الحجاز وتهامة.

خلال الخلافة العباسية (750-1258 م)، كانت اليمن منقسمة إلى عدد من الإمارات المتنافسة، بما في ذلك أئمة الزيدية شمالًا والطاهريون جنوبًا.

3. حدود اليمن في العصر الحديث المبكر (العهد العثماني):

في عام 1538 م، غزت الإمبراطورية العثمانية اليمن وأنشأت ولاية عثمانية.

بلغت حدود اليمن العثمانية أقصى اتساع لها في القرن السادس عشر، وتمتد على طول الساحل الغربي لشبه الجزيرة العربية وتشمل أجزاء من جنوب الجزيرة العربية.

في القرن السابع عشر، بدأ العثمانيون في فقدان السيطرة على اليمن، حيث ظهرت إمارات مستقلة، مثل إمارة القاسمي في الشمال وإمارة المهرة في الشرق.

4. حدود اليمن في القرن التاسع عشر (الحقبة البريطانية):

في عام 1839 م، احتلت بريطانيا مدينة عدن كقاعدة تموين لسفنها في الطريق إلى الهند.

في العقود التالية، وسعت بريطانيا وجودها في اليمن من خلال إبرام معاهدات مع حكام المناطق الساحلية.

أدى التوسع البريطاني إلى تأسيس محمية عدن في عام 1872 م، والتي امتدت على طول الساحل الغربي لليمن من باب المندب إلى ميدي.

5. حدود اليمن في أوائل القرن العشرين (إعادة توحيد اليمن):

في عام 1918 م، انهارت الإمبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى.

في عام 1919 م، تم إعلان المملكة المتوكلية اليمنية، والتي وحّدت أجزاء مختلفة من اليمن تحت حكم إمام الزيدية.

في عام 1962 م، اندلعت ثورة أطاحت بالإمامية وأسست الجمهورية العربية اليمنية.

6. حدود اليمن في الحقبة المعاصرة (الجمهورية اليمنية):

في عام 1990 م، اتحدت اليمن الشمالية والجنوبية لتشكيل الجمهورية اليمنية.

ومع ذلك، استمرت الخلافات الحدودية مع المملكة العربية السعودية في الشمال وقطر عبر جزر حنيش.

في عام 1995 م، تم ترسيم الحدود مع المملكة العربية السعودية، ولكن لا يزال التوتر قائمًا مع قطر بشأن جزر حنيش.

7. حدود اليمن الجيوسياسية الحديثة:

يبلغ طول حدود اليمن الحديثة حوالي 4700 كيلومتر، ويشترك فيها حدودًا مع المملكة العربية السعودية (1774 كم) جنوبًا، وعمان (288 كم) شرقًا، وقطر عبر جزر حنيش (60 كم) شمالًا.

تتمتع اليمن أيضًا بخط ساحلي طويل على البحر الأحمر وبحر العرب، والذي يبلغ طوله حوالي 2500 كيلومتر.

تلعب حدود اليمن الجغرافية دورًا حاسمًا في أمنها الاقتصادي والسياسي.

خاتمة:

قد شهدت حدود اليمن تغيرات كبيرة على مر القرون، وقد لعب موقعها الاستراتيجي دورًا رئيسيًا في رسم حدودها المتغيرة. من حدود العصور القديمة غير المحددة إلى حدود اليمن الحديثة المعترف بها دوليًا، فقد شهدت اليمن حقبًا مختلفة من التوسع والانكماش السياسي. ومع ذلك، فإن حدود اليمن الحديثة لا تزال من القضايا الجيوسياسية المعقدة في المنطقة، حيث لا تزال هناك نزاعات حدودية مستمرة مع بعض الدول المجاورة.

أضف تعليق